ماذا فعل المناخ فى الزيتون …. وماذا سيفعل؟

ماذا فعل المناخ فى الزيتون …. وماذا سيفعل؟

- 24 نوفمبر، 2019

تقرير علمي مفصل….

 محتويات التقرير:

  • تقرير مناخي عن عامي 2018 و 2019 …
  • وتأثيراتهما على الزيتون…
  • واهمية دراسة الجدوى المناخية قبل البدء فى انشاء اي نشاط زراعي كبير
  • المخلص المختصر واتخاذ القرار…

بناءاً على تقارير المناخ الواردة من المنظمات و المؤسسات الدولية المعنية بالمناخ فان صيف 2019 هو من اشد اشهر الصيف حرارة وظواهر جوية متطرفة (كما كان صيف 2018) بالاضافة ان الشتاء المنصرم كان طويل الفترة وقارص البرودة و تخلله موجات صقيع (عكس شتاء 2018 تماماً) .. وان الظروف المناخية الزراعية الجامحة هي نموذج سيتكرر كثيراً خلال ظاهرة النينو الحالية وما يتبعها من ظواهر لاحقة..

ويصنف عام 2019 على انه اشد رابع ادفئ عام على مدار 140 عاما المسجلة  فى السجلات المناخية على سطح الارض (ومثل شهر سبتمبر 2019 ثاني اشد شهر على سطح الارض فى السجلات المناخية).

ونتج عن ذلك “طاقة حرارية “مهولة أثرت بالسلب جداً على الكثير الظواهر و المحاصيل و الانشطة الزراعية والذي كان له اسوء تاثير على الزراعة المصرية هذا العام بالتحديد وسبب خسائر كبيرة جداً للمزراعين فى نقص حاد لانتاجيتهم و انتشار كثيف وجنوني للامراض و الحشرات و زيادة كبيرة فى الهالك الزراعي بسبب ارتفاع الحرارة ومن هذه الظواهر ما يلي:

  • هطول امطار خريفية مبكرة وصلت لحد السيول على مناطق متفرقة من الجمهورية ومنها المناطق الزراعية وهطول الامطار خلال تلك الاسابيع امر غير طبيعي و لا نستطيع الاعتماد عليها كل عام لكن لابد من الاستعداد لمثل هذه الطفرات.
  • شتاء 2019 كان قارصاً وقوياً و طويل نسبياً بجانب تواجد موجات من الصقيع التى أثرت بالسلب على الحاصلات الزراعية.
  • التقلبات المناخية الحادة خاصة فى الفترة الانتقالية بين المواسم المناخية (من الشتاء الى الربيع- ومن الربيع الى الصيف – ومن الصيف الى الخريف) وخاصة تذبذبات درجات الحرارة وزيادة فرق الليل و النهار وزيادة الرطوبة الجوية ادت الى ارتباك للحالة الفسيولوجية للنبات بسبب اختلاف مفاجئ فى الشحنات الخاصة بعمليات الامتصاص ومن مظاهرها ارتباك لعمليات امتصاص اعناصر والبناء الضوئي بسبب تذبذبات البخر نتح القجائية وارتباك اكبر فى افراز وحركة الهرمونات النباتية و بالتالي زيادة افراز هرمون (الايثلين) وحدوث تفاعلات معينة ادت الةى تغيرات فى النمو و استجابات فسيولجية غير طبيعية فى النبات ادت الى كثير من الخسائر اي النمو و الانتاجية و الجودة.
  • تميزت الفترة الانتقالية المناخية ما بين المواسم المناخية (وخصوصا من الصيف الى الخريف) بوجود تذبذبات (احيانا حادة) فى درجات الحرارة اليومية (او ما بين العظمى و الصغرى) والت تناسب (جداً) كثير من الافات الحشرية (خصوصا حرشفيات الاجنحة مثل دودة الزيتون فى بداية الموسم وكذلك ذبابة الثمار للزيتون فى اواخر موسم الانتاج) حيث اشارت كثير من الابحاث العلمية انه يوجد علاقة مباشرة بين التذبذبات Fluctuations  المناخية وزيادة تعداد هذه الحشرات كما ان زيادة الرطوبة النسبية و الماء الحر(الندى) لهد الدور الاكبر فى قيام دورات مرضية للامراض المحبة للرطوبة و الماء الحر مثل الانثراكنوز و تبقعات اوراق الزيتون.

التقلبات المناخية و الزيتون:

المؤشرات المناخية وتأثيراتها على تعاقب المراحل الفينولوجية للزيتون خلال الدورة البيولوجية:

بناءاً على تحليل العوامل المناخية وعلاقتها بالنموذج الفينيولوجي الاقليمي والذي استمد من خلال مؤشر موسم النمو وتكيف مع انواع البحر الابيض المتوسط الواسعة الانتشار و الزيتون لا يأخذ هذا النموذج فى الاعتبار فقط الاحداث الفينولوجية الفردية ولكن ايضا فى المراحل الفينولوجية الخضرية و التكاثرية الرئيسية للانواع فى مقاربة بيولوجية متكاملة وتقدم هذه الظاهرة سيناريوهات جديدة للمستقبل فيما يتعلق بتحويل مناطق زراعة الزيتون باتجاة الشمال ويمكن التنبؤ بالسيناوريهات السلبية نظراً للفشل فى تلبية المتطلبات الدنيا لاحتياجات البرودة او سيادة تقلبات مناخية غير مواتية فى المناطق الزراعة التقليدية فى الزيتون..

وفعليا يؤثر المناخ عمليا على  جميع العمليات الفسيولوجية التى تحدد الحياة النباتية عادة ما تشتمل النماذج الاختزالية و الميكانكية المستخدمة على تفسير التطور الفسيولوجي على درجة الحرارة باعتبارها المتغير الاكثر اهمية فى تفسير التغيرات الفينولوجية ويرتبط ادراج درجة الحرارة باستخدام عتباته التى تتوقف عنها بعض التفاعلات او تستمر ببطء لدرجة لا تذكر .وفوق هذا الحد تتناسب سرعة التفاعل بشكل عام مع درجة الحرارة الى ان يصل تراكم الهرمونات المنتجة الى مستوى يمكن ان (يحفز) الانتقال الى المرحلة التالية من التطور وعلاوة على ذلك فان موسم النمو فى المناطق الجافة المعتدلة (مصر) محدود بشكل رئيسي بسبب نقص الصيف الجاف ودرجة التبخر (ETO) المرتفعة.

وخلال موسمي النمو و الانتاج لعامي 2018 و 2019 فى مصر وبعض الدول العربية يمكن ملاحظة ان هناك اختلاف مناخي بين الظروف القارية فى مصر بالمقارنة مع مناخ البحر الابيض المتوسط حيث ان الاشجار لم تستوفى احتياجات البرودة اللازمة لها (لم يوفر شتاء 2017-2018) الا اقل من 60% من احتياجات البرودة فى معظم المناطق من خط عرض 27° (واحة الفرافرة) وفى اتجاة الشمال خط عرض 30°(الساحل الشمالي).

وجاءت رياح الخماسين فى ربيع 2018 فى توقيتات التزهير وبداية العقد مما تسببت فى تساقط شديد فى الازهار و العقد الصغير لكافة الاصناف وبدرجات متفاوتة فى الشدة. اما ربيع 2019 فجاء بارد او شديد البرودة مما ادى الى تاخير كبير فى تزهير الكثير من الاصناف كما ان التذبذبات الكبيرة جدا فى المناخ المتثمل فى شتاء بادر طويل وقارص وربيع بارد متقلب ما بين الصيف المبكر والشتاء المتأخر ثم الصيف المتوغل قاسي الحرارة .. ورغم ان جميع اصناف الزيتون استوفت معظم احتياجات البرودة اللزمة ودخلت فى مرحلة التزهير فعليا وبطقرية كيثفة لا ان انقلاب الربيع الى شتاء متاخر بارد اطال موسم التزهير لكثير من الاصناف و خاصة بيكوال – مانزانيللو – كلامتا- بعض العجيزي.

وجاء الصيف فى بدايته بموجات خطيرة من الحرارة المرتفعة و الفجائية اثناء التزهير او التلقيح او الاخصاب او العقد ادى الى تساقط الزهر او العقد او كلاهما ((حيث ارتفعت الحرارة بطريقة فجائية بادية من 25 ابريل 2019 لتصل لقيم اعلى من 35-36°م ثم بدات فى الزيادة مرة اخرى يومي 27-28 ابريل لتتعدى 38 °م ثم انخفضت 6 درجات كاملة لمدة 4 ايام وحدث زيادة مفاجئة اخرى واعلى من الزيادة الاولى حيث تجازت 41-42 يومي 5 مايو 2019 ثم جاءت موجة قياسية غير مسبوقة فى مصر وتعدت الحرارة فيها ال 50°م (22 مايو 2019)..

الملخص:

  • اصطدم الزيتون بالتحديد فى 2018 بهذا المناخ القاسي مما ادى الى تدهور انتاجيته بدرجة غير مسبوقة ادت الى نقص حاد فى الانتاجية و الانتاج وصل فى بهض المزارع لاكثر من 60 الى 75 % وكذلك كان مناخ 2019 متقلب وغير طبيعي و المتمثل فى شتاء بارد طويل قارص وربيع بارد متقلب ما بين الصيف المبكر و الشتاء المتأخر ثم الصيف المتوغل قاسي الحرارةوكان نتيجة ذلك:
  1. فى 2018 عدم اسيتفاءه لاحتياجات البرودة اللزمة ادى الى نقص في المحصول تجاوز 30% للاصناف الاجنبية (مانزانلو و بيكول (الاسبانية)) وصنف كالامتا (يوناني).
  2. فى 2018 تعرضه لموجات خطيرة من رياح الخماسين اثناء التزهير و التلقيح و الاخصاب و العقد ادى الى نقص فى المحصول تجاوز 30% للانصاف الاجنبية (مانزانلو و بيكول (الاسبانية) وصنف كالامتا (يوناني).
  3. وفى 2019 ادت برودة الشتاء و الربيع وموجات الصقيع المتلاحقة الى حدوث مشاكل لبعض الاصناف الحساسة مثل المانزانللو(تساقط للازهار) كما ادت الى تساقط غزير للثمار و انخفاض كبير فى حجم الثمرة و المادة الجافة و نسبة الزيت و خاصة الاصناف الاجنبية و التى ادت الى نقص فى الاوزان النهائية للمحصول (فرق تقريبا ما بين 20-35% من المقدر فى بداية الصيف).
  4. متوقع التاثير على( طراح ) الموسم القادم ايضل فى نسبة اللجننة و بناء كمية الكربوهيدرات اللزمة لتغذية البراعم الخضرية و الزهرية للموسم الانتاجي القادم (2020).
  • زراعياً : فى منشور لاحق هنتكلم عن اهم العمليات و الاجراءا الزراعية العاجلة و الهامة خلال ما تبقى من نوفمبر وشهر ديسمبر 2019 على اعتبار ان هذه العمليات هامة جداص واستثانئية لان استمرار الصيف حتى اول نوفمبر ومع سقوط امطار فى مناطق كثيرة من مناطق زراعة الزيتون حصل استهلاك الكربوهيدرات المخزنة للموسم الجديد.
  • الرأي العلمي واتخاذ القرار:

عدم التوسع فى زراعة الزيتون فى خطوط العرض الدنيا (من 26° – 27° ش) فى مناطق الفرافرة و الواحات البحرية ومثيلاتها على خطوط العرض المذكورة وخاصة للأصناف الاجنبية حتى اجراء دراسة الجدوى المناخية الدقيقة و رسم خريطة مناخية واضحة لاحتياجات وتحمل هذه الاصناف وهذا الكلام ينطق على  الدول العربية ايضاً وخاصة فى المناطق المعرضة للجفاف الموسمي.

  

المصدر : الدكتور محمد على فهيم

Written by smart.land

Leave a Comment